دمشق .. الشام.. شآم.. ما المجد.. أنت المجد لم يغب

هذي لها النصر لا أبهى فما هُزمت، وإن تَهددها دهرٌ من النوب

１. عبد الملك بن مروان

خامس خلفاء بني أمية. حكم في أواخر القرن السابع الميلادي لـ 21 عاماً. أول من عرّب الدواوين فنقلها من الفارسية إلى العربية ممهداً بذلك الطريق لحركة الترجمة التي أينعت ثمارها في العصر العباسي. وهو من سك أول دينار ذهبي إسلامي بالكتابة العربية. حارب على عدة جبهات وقضى على عديد من الثورات موسعاً رقعة الدولة الإسلامية في عهده، وعاصمتها دمشق، حتى تونس غرباً وأواسط آسيا شرقاً.

2. هشام بن عبد الملك

هل سبق ووقفتم عند "بستان هشام" في قصيدة "سائليني" لسعيد عقل التي غنتها فيروز؟

ظمئ الشرق فيا شام اسكبي *** واملأي الكأس له حد الجمام

أهلك التاريخ من فضلتهم ******* ذكرهم في عروة الدهر وسام

أموّيون فإن ضِقت بهم ********** ألحقوا الدنيا ببستان هشام

هشام هذا هو هشام بن عبد الملك، عاشر خلفاء بني أمية والذي بلغت رقعة الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساعها - من حدود  الصين شرقاً حتى الأطلسي غرباً وبلاد الإفرنج (بواتييه، فرنسا) شمالاً. بدأ حكمه تقريباً مع بداية الربع الثاني للقرن السابع الميلادي، واتسم بالأمان. وصارت دمشق في عهده منارة للعلم والمعرفة, فقد رعى العلم والثقافة واهتم بتنظيم الدواوين وتشجيع الترجمة، وطوّر الزراعة وأساليب الري.

ربما كان أول من حاول "استنساخ" دمشق ببناء عاصمة صيفية له في الرصافة سميت رصافة هشام، جعلها بساتين وجنات وكأنها نسخة مصغرة عن دمشق. وقد قلّده في ذلك، نوعاً ما، حفيده عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الملقب صقر قريش أو عبد الرحمن الداخل - الذي أسس الدولة الأموية في الأندلس.

3. نور الدين محمود زنكي

الملك العادل الذي مهد الطريق لصلاح الدين الأيوبي ليحكم الشام ومصر ويحرر بيت المقدس. بدء بحكم حلب ثم ضم الشام ومصر تحت لواء واحد معتمداً على قادة جيش أقوياء هم نجم الدين أيوب، والد صلاح الدين الأيوبي، وعمه أسد الدين شيركوه. اهتم بالتعليم وبتوطيد المذهب السني في الشام ومصر. وفي دمشق اليوم العديد من الأماكن التي تحمل اسمه كالمدارس النورية وحمام نور الدين في سوق البزورية والبيمارستان النوري الشهير.

أمر ببناء المنبر المعروف باسم منبر صلاح الدين ليضعه في المسجد الأقصى عند تحرير القدس من الصليبيين لكن لم يتسن له فعل ذلك بنفسه، وإنما حقق ذلك النصر له صلاح الدين الأيوبي. المنبر تحفة بديعة ومثال عظيم على العمارة الإسلامية. صنع من خشب الجوز والأبنوس والعاج في حلب على أيدي حرفيين مهرة. قطعه العديدة لا يربطها بعضها ببعض ولا حتى مسمار واحد، حيث استخدمت في إبداعه تقنية معروفة في الفن الإسلامي باسم التعشيق.

4.صلاح الدين الأيوبي

يوسف بن نجم الدين أيوب - الملك الناصر صلاح الدين. قائد ملهم طبقت شهرته الآفاق. وحد الشام ومصر والحجاز واليمن وحارب الصليبين واسترد معظم أراضي فلسطين ومن ضمنها القدس بعد معركة حطين ذائعة الصيت. عُرف عنه بسالته وكرم أخلاقه وشدة تسامحه حتى عند معاملته أعداءه، وكثيرة هي القصص التي تروى عن حكمته وسماحته. دفن في دمشق وضريحه في وسطها جوار جامع بني أمية الكبير، وله تمثال قرب قلعتها. سيرته جديرة بالاطلاع فقد كان قائداً مؤثراً.

5. الظاهر بيبرس

الملك الظاهر، سلطان مصر والشام. من سلاطين المماليك. محارب مغوار اشتهر بإنهاء حكم الصليبين في المشرق. وكان كذلك محباً للإصلاح والعمران فقرّب العلماء منه وبنى المدارس كالمدرسة الظاهرية. بنيت المدرسة الظاهرية في مكان دار العقيقي وهي دار قديمة تنسب إلى الشريف العقيقي الذي كان من علية أهل دمشق. سميت المدرسة الظاهرية باسم الملك الظاهر حيث نقل جثمانه ليدفن فيها. ألحق بالمدرسة خزانة كبيرة للكتب كانت متاحة لكل محب للعلم.

6. فيصل الأول

على الرغم من أن حكمه لم يستمر طويلاً في بدايات القرن العشرين، إلا أنها حكم في مرحلة حرجة من تاريخ بلاد الشام. فقد دخل دمشق مع الجيش العربي لينسحب منها الجيش العثماني. وفي عام 1920 تم إعلان استقلال سوريا عن السلطة العثمانية وتنصيب فيصل الأول كملك لها. لكن سرعان ما زحفت جيوش فرنسا نحو دمشق بموجب اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا لاقتسام المشرق فيما بينهما. وتلقى فيصل إنذار غورو الشهير الذي تمت على إثره معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة، وما تبعها من احتلال القوات الفرنسية لدمشق ومغادرة فيصل الأول بمساعدة البريطانيين.